إدارة الدراسات الإسلامية
EN ع
0

المجلس الثالث عشر من كتاب مجالس شهر رمضان بعنوان " آداب قراءة القرآن

إن هذا القرآن الذي بين أيديكم تتلونه وتسمعونه وتحفظونه وتكتبونه هو كلام ربكم رب العالمين ، وإله الأولين والآخرين وهو حبله المتين وصراطه المستقيم وهو الذكر المبارك والنور المبين تكلم الله تعالى به حقيقة على الوصف الذي يليق بجلاله وعظمته ، وألقاه على جبريل الأمين أحد الملائكة الكرام المقربين فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين ، وصفه الله تعالى بأوصاف عظيمة لتعظموه وتحترموه قال تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ" وقال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174)" ، فهذه الأوصاف العظيمة الكثيرة التي نقلناها وغيرها مما لم ننقله تدل كلها على عظمة هذا القرآن ، ووجوب تعظيمه والتأدب عند تلاوته والبعد حال قراءته عن الهراء واللعب . 

* فمن آداب التلاوة : إخلاص النية لله تعالى فيها ، لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة كما سبق بيان فضلها وقد قال سبحانه وتعالى " إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2)" وقال تعالى " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه )) رواه أحمد ومعنى (( يتعجلونه )) أي يطلبون به أجر الدنيا .

* ومن آدابها : أن يقرآ بقلب حاضر يتدبر ما يقرأ ويتفهم معانيه ويخشع عند ذلك قلبه ويستحضر بأن الله تعالى يخاطبه في هذا القرآن لأن القرآن كلام الله عز وجل .

* ومن آدابها : أن يقرأ على طهارة لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل ولا يقرأ القران وهو جنب حتى يغتسل إن قدر على الماء أو يتيمم إن كان عاجزا عن استعمال الماء لمرض أو عدم .

* ومن آدابها : أن لا يقرأ القرآن في الأماكن المستقذرة أو في مجمع لا ينصت فيه لقراءته لأن قراءته في مثل ذلك إهانة له ولا يجوز أن يقرأ القرآن في بيت الخلاء ونحوه.

* ومن آدابها : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرحيم عند إرادة القراءة لقوله تعالى "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)" .

وأما البسملة فإن كان ابتداء قراءته من أثناء السورة فلا يبسمل وإن كان من أول السورة فليبسمل إلا في سورة التوبة فإنه ليس في أولها بسملة لأن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم حين كتابة المصحف هل هو سورة مستقلة أو بقية الأنفال ، ففصلوا بينهما بدون بسملة وهذا الاجتهاد هو المطابق للواقع بلا ريب ، إذ لو كانت البسملة قد نزلت في أولها لبقيت محفوظة بحفظ الله عز وجل لقوله تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)" .

*ومن آدابها : أن يحسن صوته بالقرآن ويترنم به لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما أذن الله لشيء ( أي ما استمع لشيء ) كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن تجهر به )).

* ومن آدابها : أن يرتل القرآن ترتيلا لقوله تعالى "  وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) " فيقرأه بتمهل بدون سرعة لأن ذلك أعون على تدبر معانيه وتقويم حروفه وألفاظه .

هذه بعض الآداب لقراءة القرآن فتأدبوا بها واحرصوا عليها وابتغوا بها من فضل الله تعالى .

Picture 

وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - إدارة الدراسات الإسلامية